كما أنّ عمر بن الخطاب أيضاً لم يعرف هذا المعنى ، فعن أنس بن مالك قال : إنّ عمر بن الخطاب قرأ على المنبر : « فأنبتنا فيها حبّاً وعنباً وقضباً وزيتوناً ونخلاً وحدائق غُلباً وفاكهة وأبّا ».
قال : كلّ هذا عرفناه ، فما الأب؟ ثمّ قال : هذا لعمر اللّه هو التكلّف ، فما عليك أن لا تدري ما الأب ، اتّبعوا ما بُيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربّه « (١).
وما يُقالُ هنا في تفسير كتاب اللّه يقالُ هناك في تفسير السنّة النبوية الشريفة ، فكم من حديث نبوي بقي موضع خلاف بين الصحابة ، وبين المذاهب ، وبين السنّة والشيعة ، سواء كان الخلاف ناتجاً عن تصحيح الحديث أو تضعيفه ، أم عن تفسير الحديث وفهمه.
__________________
٢ : ٢٢٧ تحت الرقم ٤١٥٠ و ٤١٥١ و ٤٦٨٨ ، جامع البيان ١ : ٥٥ ، تفسير القرطبي ١٩ : ٢٢٣ ، تفسير ابن كثير ١٤ : ٥٠٤ ، الدر المنثور ٥ : ٣٣ ، البرهان للزركشي ١ : ٢٦٥ ، فتح القدير ٥ : ٣٨٧ ، وغيرها من المصادر الأُخرى.
١ ـ الطبقات لابن سعد ٣ : ٣٢٧ ، تفسير القرآن لعبد الرزاق ٣ : ٣٤٩ ، تفسير القرطبي ١٩ : ٢٢٣ ، فتح القدير ٥ : ٣٨٧ ، فتح الباري ١٣ : ٢٢٩ ، المستدرك للحاكم : ( تفسير سورة عبس ) وصحّحه ، وتابعه الذهبي ، تفسير ابن كثير ٣ : ٦٠٨ سورة عبس وصححه ، البرهان للزركشي ١ : ٢٩٥.
وللمزيد راجع : الغدير ٦ : ١٤٢ جهل الخليفة بمعنى الأبّ.