وليس دليل الشيعة دليلاً واهياً أو ضعيفاً حتّى يمكن التغاضي عنه وتناسيه بسهولة ، وإنّما الأمر يتعلّق بآيات من الذكر الحكيم أُنزلت في هذا الشأن ، وأولاها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم من العناية والأهمية ما سارت به الركبان ، وتناقله الخاصّ العامّ ، حتّى ملأتْ كتب التاريخ والأحاديث وسجّله الرواة جيلاً بعد جيل.
قال اللّه تعالى : ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الغَالِبُونَ ) (١).
أخرج الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير (٢) بالإسناد إلى أبي ذرّ الغفاري قال : سمعتُ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم بهاتين وإلاّ صمّتا ، ورأيته بهاتين وإلاّ عميتا ، يقول : « عليٌّ قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ».
أما أنّي صلّيت مع رسول اللّه ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد ،
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥ ـ ٥٦.
٢ ـ أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي المتوفي سنة ٣٣٧ هـ ، ذكره ابن خلكان وقال : « كان أوحد زمانه في علم التفسير صحيح النقل موثوق به » ( المؤلّف ).