فلم يُعطه أحد شيئاً ، وكان علي راكعاً فأومأ بخنصره إليه وكان يتختّم بها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره.
فتضرّع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اللّه عزّ وجلّ يدعوه ، فقال : « اللّهم إنّ أخي موسى سألك : ( قالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً * وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً * إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً ) فأوحيتَ إليه : ( قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى ) (١) اللّهم وإنّي عبدك ونبيّك ، فاشْرح لي صدري ، ويسّر لي أمري ، واجعل لي وزيراً من أهلي عليّاً ، أشدد به ظهري ».
قال أبو ذر : فواللّه ما استتمّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الكلمة حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآيه : ( إنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الغَالِبُونَ ) (٢).
ولا خلاف عند الشيعة في أنّها نزلت في علي بن أبي طالب ،
__________________
١ ـ طه : ٢٥ ـ ٣٦.
٢ ـ المائدة : ٥٥ ـ ٥٦ ، وانظر : شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ١ : ٢٣٠ ، نظم درر السمطين للزرندي : ٨٧.