الأُمّة الإسلامية ، عدا شيعة أهل البيت.
وما إن عرفتُ علماء الشيعة (١) وقرأت كتبهم حتّى اكتشفتُ علماً جديداً في القضاء والقدر.
وقد أوضحه الإمام عليّ عليهالسلام بأوضح بيان وأشمله ، إذ قال لمن سأله عن القضاء والقدر :
« ويحك! لعلّك ظننتَ قضاءً لازماً وقدراً حاتماً ، ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب ، وسقط الوعد والوعيد.
إن اللّه سبحانه أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلّف يسيراً ، ولم يكلّف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُطعْ مُكرِهاً ، ولم يرسل الأنبياء لعباً ، ولم ينزل الكتب للعباد عبثاً ، ولا خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً. ( ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَـفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَـفَرُوا مِنَ النَّارِ ... ) » (٢).
فما أوضحه من بيان ، وما قرأت في الموضوع كلاماً أبلغ منه ،
__________________
١ ـ كالسيد محمّد باقر الصدر طيّب اللّه ثراه الذي أفادني كثيراً في هذا الموضوع ، وكالسيّد الخوئي والسيد محمّد علي الطباطبائي والسيّد الحكيم وغيرهم ( المؤلّف ).
٢ ـ نهج البلاغة ٤ : ١٧ ، الخطبة ٧٨.