شواهد أخرى على ولاية عليّ
وكأنّ اللّه سبحانه وتعالى أراد أن تكون ولاية عليّ هي الاختبار للمسلمين ، فكلّ اختلاف وقع فبسببها ، ولأنّه سبحانه لطيفٌ بعباده فلا يؤاخذ التالين بما فعل الأوّلون ، فجلّتْ حكمته ، وحفَّ تلك الحادثة بأحداث أُخرى جليلة تشبه المعجزات ، حتّى تكون حافزاً للاُمّة فينقلها الحاضرون ويعتبر بها اللاّحقون ، عسى أن يهتدوا للحقّ من طريق البحث.
الشاهد الأول : يتعلّق بعقوبة من كذّب بولاية عليّ.
وذلك أنّه بعد شيوع خبر غدير خم وتنصيب الإمام عليّ خليفة على المسلمين ، وقول الرسول لهم : « فليبلّغ الشاهد الغائب » ؛ وصل الخبر إلى الحارث بن النعمان الفهري ولم يُعجبْهُ ذلك (١) ، فأقبل على
__________________
١ ـ يدلّنا على أنّ هناك من الأعراب الذين يسكنون خارج المدينة يبغضون عليّ بن أبي طالب ولا يحبّوه ، كما أنّهم لا يحبّون محمّداً ، ولذا ترى هذا الجلف يدخل على النبي فلا يسلم ويناديه يامحمّد! وصدق اللّه أن يقول : ( الأعْرَابُ أشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأجْدَرُ ألا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) ( المؤلّف ).