رسول اللّه ، وأناخ راحلته أمام باب المسجد ، ودخل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يامحمّد! إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلاّ اللّه وأنّك رسول اللّه ، فقبلنا منك ذلك ، وأمرتنا أن نصلّي خمس صلوات في اليوم والليلة ، ونصوم رمضان ، ونحجّ البيت ، ونزكّي أموالنا ، فقبلنا منك ذلك ، ثمّ لم ترضَ بهذا حتّى رفعتَ بضبعي ابن عمّك وفضّلته على الناس ، وقُلتَ : « من كنتُ مولاه فعلي مولاه » فهذا شيء منك أو من اللّه؟
فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد احمرّتْ عيناه : « واللّه الذي لا إله إلاّ هو إنّه من اللّه وليس منّي » قالها ثلاثاً.
فقام الحارث وهو يقول : اللّهم إن كان مايقول محمّد حقّاً ، فأرسل علينا حجارة من السماء ، أو ائتنا بعذاب أليم.
قال : فواللّه مابلغ ناقته حتّى رماه اللّه من السماء بحجر ، فوقع على هامته فخرج من دبره ومات ، وأنزل اللّه تعالى : ( سَألَ سَائِلٌ بِعَذَاب وَاقِـع * لِلْكَافِرينَ لَـيْسَ لَهُ دَافِـعٌ ) (١).
وهذه الحادثة نقلها جمع غفير من علماء أهل السنّة غير الذين ذكرناهم (٢) ، فمن أراد مزيداً من المصادر فعليه بكتاب الغدير
__________________
١ ـ المعارج : ١ ـ ٢.
٢ ـ راجع بألفاظه المختلفة : شواهد التنزيل للحسكاني ٢ : ٣٨١ ، تفسير الثعلبي : سورة سأل سائل بعذاب واقع ، تفسير القرطبي ١٨ : ٢٧٨ أورده