حسرة وأسى
كيف لا أتحسّر؟ بل كيف لا يتحسّر كلّ مسلم عند قراءة مثل هذه الحقائق ، على ماخسره المسلمون بإقصاء الإمام عليّ عن الخلافة التي نصّبه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيها ، وحرمان الأُمّة من قيادته الحكيمة ، وعلومه الكثيرة؟!
وإذا مانظر المسلم بغير تعصّب ولا عاطفة لوجده أعلم الناس بعد الرسول ، فالتاريخ يشهد أنّ علماء الصحابة استفتوه في كلّ ما أشكل عليهم ، وقول عمر بن الخطاب أكثر من سبعين مرّة « لولا عليّ لهلك عمر » (١) ، في حين إنّه عليهالسلام لم يسأل أحداً منهم أبداً.
كما أنّ التاريخ يعترف بأنّ عليّ بن أبي طالب أشجع الصحابة وأقواهم ، وقد فرّ الشجعان من الصحابة في مواقف عديدة من الزّحف ، في حين ثبتَ هو عليهالسلام في المواقف كلّها ، ويكفيه دليلاً الوسام الذي وسّمه به رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما قال :
__________________
١ ـ المناقب للخوارزمي ٨١ ح ٦٥ ، نظم درر السمطين : ١٣٢ ، فيض القدير للمناوي ٤ : ٤٧٠ ، ذخائر العقبى : ٨٢ ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : ١٥٢.