العقيدة في النبوة عند الطرفين
والخلاف الواقع بين الشيعة وأهل السنّة في هذا الباب هو موضوع العصمة ، فالشيعة يقولون بعصمة الأنبياء عليهمالسلام قبل البعثة وبعدها ، ويقول أهل السنّة والجماعة بأنّهم المعصومون فيما يبلّغونه من كلام اللّه فقط ، أمّا فيما عدا ذلك فهم كسائر البشر يخطئون ويصيبون.
وقد رووا في ذلك عدّة روايات في صحاحهم تثبتُ بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أخطأ في عدّة مناسبات ، وكان بعض الصحابة يصوّبه ويصلحه ، كما في قضية أسرى بدر التي أخطأ فيها رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصاب عمر ، ولولاه لهلك رسول اللّه ... (١).
ومنها : أنّه لما قدم المدينة وجد أهلها يُؤبرون النخل ، فقال لهم : « لا تؤبّروه وسيكون تمراً » ، ولكنّه جاء شيصاً ، فجاؤوه وشكوا له
__________________
١ ـ البداية والنهاية لابن كثير ٣ : ٢٣٤ ( في غزوة بدر ) ، عن أحمد ومسلم وأبي داود والترمذي.