ذلك ، فقال لهم : « أنتم أعلم بأُمور دنياكم مني ».
وفي رواية أُخرى قال لهم : « إنّما أنا بشرٌ ، إذا أمرتكم بشيء من دينكم فخذوه ، وإذا أمرتكم بشيء من رأي فإنّما أنا بشر » (١).
ومرّة يروون أنّه سُحِرَ وبَقيَ أياماً مسحوراً لا يدري مايفعل ، حتّى أنّه كان يخيّل إليه أنّه كان يأتي النساء ولا يأتيهنّ (٢) ، أو يخيّل إليه أنّه صنع شيئاً ولم يصنعه (٣).
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٧ : ٩٥ ، كتاب الفضائل ، باب ٣٨ في وجوب امتثال ما قاله صلىاللهعليهوآلهوسلم شرعاً ، ومسند أحمد ٣ : ١٥٣ و ٦ : ١٢٣.
٢ ـ صحيح البخاري ٧ : ٢٩ ، كتاب الطب ، كتاب الأدب ، باب السحر وقوله تعالى : ( ولكن الشياطين .. ).
٣ ـ صحيح البخاري ٤ : ٦٨ ، كتاب الجزية والموادعة ، باب هل يعفي عن الذمي إذا سحر.
لا يقال بأنّ أخبار السحر وردت عندكم أيضاً فلماذا تعترضون على أهل السنّة؟ وذلك لأنّ علماءنا تركوا تلك الروايات ولم يعوّلوا عليها :
قال الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ١٠ : ٨٦٥ في تفسير سورة الفلق ـ بعد ذكره لبعض الروايات في هذا الباب ـ : « وهذا لا يجوز؛ لأنّ من وصف بأنّه مسحور فكأنّه قد خبل عقله ، وقد أبى اللّه سبحانه ذلك في قوله : ( وَقالَ الظّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاّ رَجُلاً مَسْحُوراً ) ».
وقال المجلسي في البحار ٦٠ : ٤١ : « لما عرفت أنّ السحر يندفع بالعوذ والآيات والتوكل ، وهم عليهمالسلام معادن جميع ذلك ، فتأثيره فيهم مستبعد ،