قال تعالى : ( يَا أيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا اُنزِلَ إلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) (١).
يقول بعض المفسّرين من أهل السنّة والجماعة بأنّ هذه الآية نزلت في بداية الدعوة عندما كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يقيم حرساً يحرسونه خوفاً من القتل والاغتيال ، فلما نزلتْ : ( وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ) قال : « إذهبوا فإنّ اللّه قد عصمني ».
__________________
في كلا الحالتين ، ولم ينشغل عنه طرفة عين حتى يكون ذلك منافياً للخشوع والخضوع المطلق في الصلاة ، ولأجل ذلك أنزل اللّه سبحانه وتعالى في حقّه قرآناً يتلوه المسلمون على مدى الأجيال المتمادية.
وهذا النبي صلىاللهعليهوآله مع أنّه أرقى حالا من عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، نجده يفعل بعض الأفعال في الصلاة ، فقد روى مسلم في صحيحه ٢ : ٤٤ عن النبي صلىاللهعليهوآله أنّه قال : « إنّي لأدخل في الصلاة أُريد إطالتها ، فأسمع بكاء الصبي ، فأخفف من شدّة وجد أُمه به » ، وعن أبي قتادة : « إنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يصلّي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول اللّه ... فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها » ، صحيح البخاري ١ : ١٣١.
فهذه الأفعال كان يقوم بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصلاة ، ولا تؤثّر على توجّهه وانقطاعه إلى اللّه سبحانه وتعالى ، وكذا ما قام به الإمام علي عليهالسلام لا يضرّ في خشوعه وخضوعه التامّ إلى اللّه تعالى بعدما كان فعله صدقة يراد بها وجه اللّه عزّ وجلّ.
١ ـ المائدة : ٦٧.