القضاء والقدر عند أهل السنّة والشيعة
كان موضوع القضاء والقدر لغزاً عويصاً فيما مضى من حياتي ، إذ لم أجد فيه تفسيراً شافياً ولا كافياً يريح فكري ويقنع قلبي ، وبقيتُ محتاراً بين ما تعلّمته في مدرسة أهل السنّة من أن الإنسان مسيّرٌ في كلّ أفعاله بما يوافق : « كلّ ميسّرُ لما خلقَ له » (١) ، وأنّ اللّه سبحانه
__________________
١ ـ واتهم صاحب كتاب كشف الجاني : ١٥٦ المؤلّف بالافك والافتراء على أهل السنة في هذا الكلام وأنهم لا يقولون بهذا الكلام الذي ذكره ، ولكن عند تصفحنا لمصادر أهل السنة نجد أنّ كلام المؤلف تام ولا غبار عليه ، وأنّ عقيدة أهل السنّة في القضاء والقدر هي التسيير وليست التخيير ، وإليك كلمات بعض علمائهم :
أ ـ قال القسطلاني : « وقال أهل السنّة : إنّ اللّه سبحانه وتعالى قدّر الأشياء ، أي علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها ، ثمّ أوجد منها ، ما سبقه في علمه ، فلا محدث في العالم العلوي والسفلي إلاّ وهو صادر عن علمه تعالى