ما عمله أبو بكر وعائشة وعبداللّه بن عمر ، وما يعلمه كل الناس بالبداهة ، من اختلاف الآراء وتشتت الأهواء عندما يوكل إليهم أمر الاختيار ، بالخصوص إذا كان الأمر يتعلّق بالرئاسة واعتلاء منصّة الخلافة؟!
كما وقع ذلك بالفعل حتّى في اختيار أبي بكر يوم السقيفة ، إذ إنّنا رأينا خلاف سيّد الأنصار سعد بن عبادة ، وابنه قيس بن سعد ، وعلي بن أبي طالب ، والزبير بن العوّام ، والعباس بن عبدالمطلب ، وسائر بني هاشم ، وبعض الصحابة الذين كانوا يرون الخلافة حقّاً لعلي عليهالسلام ، وتخلّفوا في داره عن البيعة حتّى هُدِّدوا بالحرق (١).
في مقابل ذلك نرى الشيعة الإمامية يثبتون عكس مقالة أهل السنّة ، ويؤكّدون بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم عيّنَ عليّاً للخلافة ، ونصّ عليه في عدّة مناسبات ، وأشهرها في غدير خم.
وإذا كان الإنصاف يقتضي منك أن تستمع إلى خصمك ليدلي برأيه وحجّته في قضية وقع الخلاف فيها معك ، فكيف إذا احتجّ خصمك بما تشهد أنتَ نفسك بوقوعه (٢)؟!
__________________
١ ـ تاريخ الخلفاء لابن قتيبة ١ : ٢٩ وما بعدها.
٢ ـ وذلك أنّه ليس هناك دليل عند الشيعة إلاّ وفي كتب السنّة مصداقه ( المؤلّف ).