وسنّة رسوله سنّة الخلفاء ، فتصبح مصادر التشريع ثلاثة بدلاً من اثنين!! وكلّ هذا يتنافى مع حديث الثقلين الصحيح والمتّفق عليه من السنّة والشيعة ، ألا وهو « كتاب اللّه وعترتي » والذي قدّمناه في ذكره أكثر من عشرين مصدراً من مصادر أهل السنّة الموثوقة ، فضْلاً عن مصادر الشيعة التي لم نذكرها.
الوجه السابع :
إذا كان رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم يعلَمُ علم اليقين بأنّ أصحابه الذين نزل القرآنُ بلغتهم ولهجاتهم ـ كما يقولون ـ لم يعرفوا كثيراً من تفسيره ولا تأويله ، فكيف بمن يأتي بعدهم؟! وكيف بمن يعتنق الإسلام من الروم والفرس والحبش ، وكلّ الأعاجم الذين لا يفهمون العربية ولا يتكلّمونها؟!
وقد ثبت في الأثر أنّ أبا بكر سُئِل عن قوله تعالى : ( وَفَاكِهَةً وَأبّاً ) (١) فقال : أيّ سماء تظلّني ، وأيّ أرض تقلّني أن أقول في كتاب اللّه ما لا أعْلم (٢).
__________________
ح ٢٨١٦ وقال : « حديث حسن صحيح » ، وصححه ابن حبان ١٠٢ ، والحاكم ١ : ٩٥ ، ووافقه الذهبي.
١ ـ عبس : ٣١.
٢ ـ المصنّف لابن أبي شيبة ٧ : ١٧٩ ح ٥ ، فتح الباري ١٣ : ٢٢٩ ، كنز العمال