وهو يوم غدير خمّ ، لمّا أخذ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بيد عليّ بن أبى طالب ، فقال : ألست وليّ المؤمنين؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، فقال عمر بن الخطّاب : بخ بخ يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله عزّ وجلّ ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (١).
ومن أراد المزيد ، فعليه بما ألّفه علماء المسلمين في هذا الحديث قرناً بعد قرن ، مثل رسالة الحافظ ابن عقدة ، وحديث الغدير للطبري المفسّر والمؤرّخ الشهير ، وحديث الغدير للحافظ الدارقطني ، والذهبي ، وعبيد الله الحسكاني ، ومسعود السجستاني ، وغيرهم ، وعليك بكتاب الغدير ، وحديث الغدير من كتاب عبقات الأنوار ، فإنّ فيهما ما تشتهيه الأنفس.
وفي تفسير الثعلبي عند حديثه عن معنى قوله : ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ) قال : قال أبو جعفر محمّد بن عليّ : معناه : بلّغ ما أنزل إليك في فضل عليّ ، فلمّا نزلت الآية ، أخذ صلىاللهعليهوآلهوسلم بيد عليّ فقال : « من كنت مولاه فعلي مولاه » (٢).
وعنه ، بإسناده عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في هذه الآية قال : نزلت في عليّ ، امُرِ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنْ يبلّغ فيه فأخذ بيد عليّ فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه (٣).
« نزلت هذه الآية الشريفة يوم الثامن عشر من ذي الحجّة من سنة حجّة الوداع ( ١٠ هجرية ) لما بلّغ النبيّ الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم غدير خمّ. فأتاه جبرائيل بها على خمس ساعات مضت من النهار فقال : يا محمّد ، إنّ الله يقرؤك السلام ويقول لك : يا أيّها الرسول بلّغ ما انزل إليك من ربّك « في عليّ » وإنْ لم تفعل فما بلّغت رسالته
__________________
(١) تاريخ بغداد ٨ : ٢٨٤ ، شواهد التنزيل ١ : ٢٠٠ ، تاريخ دمشق ٤٢ : ٢٣٣.
(٢) تفسير الثعلبي ٤ : ٩٢.
(٣) تفسير الثعلبي ٤ : ٩٢.