وظلّل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بثوب على شجرة سمر من الشمس ، فقال : « ألستم تعلمون ـ أو : ألستم تشهدون ـ أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه »؟ قالوا : بلى. قال : « فمن كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه ، اللّهم عاد من عاداه ووال من والاه » وكذا رواه أحمد ، عن غندر ، عن شعبة ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم. وقد رواه عن زيد بن أرقم جماعة ، منهم ; أبو إسحاق السبيعي ، وحبيب الإسكافي ، وعطيّة العوفي ، وأبو عبد الله الشامي ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة.
وقد رواه معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل ، عن حذيفة بن أسيّد قال : لمّا قفل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من حجّة الوداع ، نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أنْ ينزلوا حولهنّ ، ثُمّ بعث إليهن ، فصلّى تحتهنّ ، ثُمّ قام فقال : « أيها الناس ، قد نبّأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبي إلا مثل نصف عمر الذي من قبله ، وإنّي لأظنّ أنْ يوشك أنْ أدعى فأجيب ، وإنّي مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون »؟ قالوا : نشهد أنّك قد بلّغت ونصحت وجهدت ، فجزاك الله خيراً. قال : « ألستم تشهدون أنْ لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، وأنّ جنّته حقّ ، وأنّ ناره حقّ ، وأنّ الموت حقّ ، وأنّ البعث بعد الموت حقّ ، وأنّ الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور »؟ قالوا : بلى نشهد بذلك. قال : « اللّهم اشهد ». ثُمّ قال : « يا أيها الناس ، إنّ الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، « من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ». ثُمّ قال : « أيّها الناس ، إنّي فرطكم ، وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض ممّا بين بصري وصنعاء ، فيه آنية عدد النجوم ، قدحان من فضّة ، وإنّي سائلكم حين تردون عليّ ، عن الثقلين ، فاُنظروا كيف تخلفوني فيهما ; الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي ; فإنّه قد نبّاني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض. رواه