وقلت ـ وإنّي لأحدثهم سناً ، وأرمصهم عيناً ، وأعظمهم بطناً ، وأحمشهم ساقاً ـ : أنا يا نبيّ الله ، أكون وزيرك فأخذ برقبتي ، ثُمّ قال : « إنّ هذا أخي » وكذا وكذا ، « فاسمعوا له وأطيعوا » ، قال : فقام القوم يضحكون ، ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أنْ تسمع لابنك وتطيع! (١) وسيأتي أنّ الطبري نفسه يذكر العبارة كاملة في تاريخه من دون كذا وكذا فلماذا هذا التحريف في التفسير؟!
روي في كنز العمّال ، عن عليّ قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ ) ، جمع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم من أهل بيته ، فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا فقال لهم : من يضمن عنّي ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنّة ، ويكون خليفتي في أهلي ، فقال رجل لم يسمّه شريك : يا رسول الله ، أنت كنت بحراً ، من يقوم بهذا ثُمّ قال الآخر : فعرض على أهل بيته واحداً واحداً ، فقال عليّ أنا (٢).
روى مجمع الزوائد ، عن عليّ قال : لمّا نزلت : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ ) قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « يا عليّ ، اصنع رجل شاة بصاع من طعام ، واجمع لي بني هاشم ». وهم يومئذ أربعون رجلاً او أربعون غير رجل. قال : فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالطعام ، فوضعه بينهم ، فأكلوا حتّى شبعوا ، وإنْ منهم لمن يأكل الجذعة بإدامها ، ثُمّ تناول القدح فشربوا منه حتّى رووا ، يعني من اللبن. فقال بعضهم : ما رأينا كالسحر ، يرون أنّه أبو لهب الذي قال.
فقال : « يا عليّ إصنع رجل شاة بصاع من طعام ، واعدد قعباً من لبن » قال : ففعلت ، فأكلوا كما أكلوا في اليوم الأوّل ، وشربوا كما شربوا في المرّة الأولى ، وفضل كما فضل في المرّة الأولى ، فقال : ما رأينا كاليوم في السحر.
__________________
(١) تفسير الطبري ١٩ : ١٤٨ ـ ١٤٩.
(٢) كنز العمّال ١٣ : ١٢٨ ـ ١٢٩ ، وذكر أنّ الحديث أخرجه أحمد ، وابن جرير وصحّحه ، والطحاوي ، والمقدسي في الضياء المختارة.