فقال : « يا عليّ ، اصنع رجل شاة بصاع من طعام ، واعدد قعباً من لبن ». ففعلت. فقال : « يا عليّ ، اجمع لي بني هاشم ». فجمعتهم ، فأكلوا وشربوا ، فبدرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المنطق ، فقال : « أيكم يقضي عني ديني » قال : فسكت ، وسكت القوم ، فأعاد رسول الله المنطق فقلت : أنا يا رسول الله ، فقال : « أنت يا عليّ ، أنت يا عليّ » ، رواه البزار واللفظ له ، وأحمد باختصار ، والطبراني في الأوسط باختصار أيضاً ، ورجال أحمد وأحد إسنادي البزار رجال الصحيح ، غير شريك وهو ثقة (١).
روى الطبري في التاريخ ، حدّثنا ابن حميد قال : حدّثنا سلمة قال : حدّثني محمّد بن إسحاق عن عبد الغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب ، عن عبد الله بن عبّاس ، عن عليّ بن أبي طالب قال : لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَْقْرَبِينَ ) دعاني رسول الله فقال لي : يا عليّ ، إنّ الله أمرني أنْ أنذر عشيرتي الأقربين ، فضقت بذلك ذرعاً ، وعرفت أني متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره ، فصمتُّ عليه حتّى جاءني جبرئيل فقال : يا محمّد ، إنّك إلا تفعل ما تؤمر به ، يعذّبك ربّك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام ، واجعل عليه رجل شاة ، واملأ لنا عسّاً من لبن ، ثُمّ اجمع لي بني عبد المطلب حتّى أكلّمهم وأبلّغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ، ثُمّ دعوتهم له ، وهم يومئذ أربعون رجلاً ، يزيدون رجلاً أو ينقصونه ، فيهم أعمامه : أبو طالب ، وحمزة ، والعبّاس ، وأبو لهب ، فلمّا اجتمعوا إليه ، دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به ، فلمّا وضعته ، تناول رسول الله حذية من اللحم فشقّها بأسنانه ، ثُمّ ألقاها في نواحي الصحفة ثُمّ قال : « خذوا بسم الله » فأكل القوم حتّى ما لهم بشيء حاجة ، وما أرى إلا موضع أيديهم ، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده ، وإنْ
__________________
(١) مجمع الزوائد ٨ : ٣٠٢ ـ ٣٠٣.