ابن محمّد الدوري يقول : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي فقال : ثقة. فقلت : أليس قد حدّث عن أبي معاوية ، عن الأعمش : « أنا مدينة العلم » ، فقال : قد حدّث به محمّد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون. سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القبّاني ، إمام عصره ببخارى يقول : سمعت صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ يقول : وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال : دخل يحيى بن معين ونحن معه ، على أبي الصلت ، فسلّم عليه ، فلمّا خرج تبعته ، فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت؟ فقال : هو صدوق. فقلت له : إنّه يروي حديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد العلم ، فليأتها من بابها » فقال : قد روى هذا ذاك الفيدي ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش. كما رواه أبو الصلت.
وأضاف الحاكم قائلا : حدّثنا بصحّة ما ذكره الإمام أبو زكريا ، حدّثنا يحيى ابن معين ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن تميم القنطري ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن يحيى بن الضرّيس ، حدّثنا محمّد بن جعفر الفيدي حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة ، فليأت الباب » ، قال الحسين بن فهم : حدّثناه أبو الصلت الهروي ، عن أبي معاوية. قال الحاكم : ليعلم المستفيد لهذا العلم ، أنّ الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة ، مأمون ، حافظ ، ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري ، بإسناد صحيح.
حدّثني أبو بكر محمّد بن عليّ الفقيه الإمام الشاشي القفّال ببخارى ، وأنا سألته ، حدّثني النعمان بن الهارون البلدىّ ببلد ، من أصل كتابه ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحرّاني ، حدّثنا عبد الرزاق ، حدّثنا سفيان الثوري ، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيميّ قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « أنا مدينة العلم ، وعليّ