ثابت مولى أبي ذر قال : كنت مع عليّ رضي الله تعالى عنه ـ يوم الجمل ، فلمّا رأيت عائشة واقفة ، دخلني بعض ما يدخل الناس ، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر. فقاتلت مع أمير المؤمنين ، فلمّا فرغ ، ذهبت إلى المدينة ، فأتيت أمّ سلمة.
فقلت : إنّي والله ، ما جئت أسال طعاماً ولا شراباً ، ولكنيّ مولى لأبي ذر ، فقالت : مرحباً ، فقصصت عليها قصّتي. فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟
قلت : إلى حيث كشف الله ذلك عنّي ، عند زوال الشمس.
قالت : أحسنت ، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ ، لن يتفرّقا حتّى يراد عليّ الحوض ».
قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد ، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ، ثقة ، مأمون ، لم يخرجاه » (١).
وروى السيوطي في الجامع الصغير ، عن ابن عبّاس : أنْ النبيّ قال : « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (٢).
وروى الحاكم في مستدركه ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، حدّثنا محمّد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة ، حدّثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح ، حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها ، فمن أراد المدينة ، فليأتِ الباب ».
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه. وأبو الصلت ثقة مأمون ، فإنّي سمعت أبا العبّاس محمّد بن يعقوب في التاريخ يقول : سمعت العبّاس
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٤.
(٢) الجامع الصغير ١ : ٤١٥ ، وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١١ : ٥٥.