المؤمنين قال : قم لا أقام الله رجليك ، ومحى اسمه من الديوان ، وصحّ عنه من طرق ، أنّه كان يتعوذ من قوم ليس هو فيهم حتّى أمسكه عنده ولم يولّه شيئاً من البعوث لمشاورته في المشكل ، وأخرج الحافظ عبد الملك بن سليمان قال : ذكر لعطاء : أكان أحد من الصحب أفقه من عليّ؟ قال : لا والله. قال الحرالي : قد علم الأولّون والآخرون أنّ فهم كتاب الله منحصر إلى علم عليّ ، ومن جهل ذلك فقد ضلّ عن الباب الذي من ورائه يرفع الله عنه القلوب الحجاب حتّى يتحقّق اليقين الذي لا يتغيّر بكشف الغطاء إلى ههنا كلامه (١).
وذكر العجلوني في كشف الخفا حديث « أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها » ، وقال : رواه الحاكم في المستدرك ، والطبراني في الكبير ، وأبو الشيخ في السنّة ، وغيرهم ، كلّهم عن ابن عبّاس مرفوعاً مع زيادة أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها فمن أتى العلم فليأت الباب.
ورواه الترمذي ، وأبو نعيم ، وغيرهما ، عن عليّ بلفظ : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال أنا دار الحكمة وعليّ بابها (٢).
وروى الهيثمي في مجمع الزوائد ، عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر أمير المؤمنين عليّاً رضياللهعنه ، خاتم الأوصياء ، ووصي الأنبياء ، وأمين الصدّيقين والشهداء ، ثُمّ قال : يا أيّها الناس ، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه ، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض فيها وصي موسى ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ، وفي الليلة التي أنزل الله عزّ وجلّ فيها الفرقان ، والله ما ترك ذهباً ولا فضّة ، وما في بيت
__________________
(١) فيض القدير شرح الجامع الصغير ٣ : ٦٠.
(٢) كشف الخفاء ١ : ٢٠٣.