ماله إلا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه ، أراد أنْ يشتري بها خادماً لأمّ كلثوم. ثُمّ قال : من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمّد صلّى الله عليه وسلّم. ثُمّ تلا هذه الآية ، قول يوسف : ( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي اِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ ) (١) ، ثُمّ أخذ في كتاب الله ، ثُمّ قال : أنا ابن البشير أنا ابن النذير ، وأنا ابن النبيّ ، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، وأنا ابن السراج المنير ، وأنا ابن الذي أرسل رحمة للعالمين ، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله عزّ وجلّ مودّتهم وولايتهم فقال فيما أنزل الله على محمّد صلّى الله عليه وسلّم : ( قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) (٢) (٣).
وروى الطبراني في معجمه الكبير ، حدّثنا المعمّري ومحمّد بن عليّ الصائغ المكّي ، قال : ثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « أنا مدينة العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه ».
وروى الطبراني في معجمه الكبير ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا إبراهيم بن الحسن الثعلبي ، ثنا يحيى بن يعلى ، عن ناصح بن عبد الله ، عن سمّاك ابن حرب ، عن أبي سعيد الخدري ، عن سلمان ، قال : قلت : يا رسول الله ، لكلّ نبيّ وصي ، فمن وصيّك؟ فسكت عنّي ، فلمّا كان بعد رآني فقال : يا سلمان ، فأسرعت إليه ، قلت : لبّيك ، قال : تعلم من وصي موسى؟ قلت : نعم ، يوشع بن نون ، قال : لمَ؟ قلت : لأنّه كان أعلمهم ، قال : « فإنّ وصيي وموضع سرّي وخير من أترك بعدي
__________________
(١) يوسف : ٣٨.
(٢) الشورى : ٢٣.
(٣) مجمع الزوائد ٩ : ١٤٦.