الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة ، أتاه ناس من قريش ، فقالوا : يا محمّد إنّا حلفاؤك وقومك ، وإنّه لحقّ بك أرقّاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام ، وإنّما فرّوا من العمل ، فارددهم علينا. فشاور أبا بكر في أمرهم. فقال : صدقوا ، يا رسول الله. فقال لعمر : « ما ترى؟ » فقال مثل قول أبي بكر. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « يا معشر قريش ، ليبعثنّ الله عليكم رجلاً منكم ، امتحن الله قلبه للإيمان ، فيضرب رقابكم على الدين ». فقال أبو بكر : أنا هو ، يا رسول الله؟ قال : « لا » قال عمر : أنا هو ، يا رسول الله؟ قال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل في المسجد ». وقد كان ألقى نعله إلى عليّ يخصفها. ثُمّ قال : أما إنّي سمعته يقول : « لا تكذبوا عليّ ، فإنّه من يكذب عليّ يلج النار ». هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه (١).
وروى المتقي الهندي في كنز العمّال : « إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر ، قال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل « يعني عليّاً (٢).
وفي كنز العمّال ، عن مسند أبي سعيد : قال كنّا جلوساً في المسجد ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجلس إلينا ولكأنّ على رؤوسنا الطير ، لا يتكلّم منّا أحد ، فقال : « إنّ منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله » ، فقام أبو بكر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : « لا « فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول الله؟ قال : « لا ، ولكنّه خاصف النعل في الحجرة » ، فخرج علينا عليّ (٣).
أخرج أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : « إنّ منكم يقاتل على تأويل القرآن ، كما قاتلت على تنزيله » ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله؟ قال : « لا ». قال عمر : أنا هو يا رسول الله؟ قال :
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٢ : ١٣٨.
(٢) كنز العمّال ١١ : ٦١٣.
(٣) كنز العمّال ١٣ : ١٠٧.