القدسيّة والحصانة في كثير من الأحيان أكثر ممّا أعطوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
فلو حاول أحدهم أنْ يبحث أو يتقصّى عن زلّة أو خطأ حصل من قبل بعض الصحابة ، مع العلم أنّ كتب التاريخ والسنن مليئة بعشرات الزلات والأخطاء والحقائق ، والتي تكشف عن عدم عدالة الجميع مطلقاً.
ولذلك ، فلو حاول بعض من اكتشف من تلك الحقائق أنْ يطرحها أو يسأل عنها العلماء ، فإنّه سوف يعرّض نفسه للنقم والتهم الشنيعة الفظيعة.
وأذكر مرّة أنّني طرحت قضيّة رزيّة الخميس ، واتّهام عمر بن الخطّاب لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه يهجر أو يهذي ، ومع العلم بأنّ هذه القضيّة مشهورة ومعلومة في كلّ كتب صحاح أهل السنّة ، بعد أنْ طرحت القضية ; فإنّ ذلك الشخص استغرب الأمر واستنكره استنكاراً شديداً ، ثُمّ بعد أنْ أكّدت له صدق مقالي بالاستدلال على ذلك من كتابي صحيحي البخاري ومسلم ، وقف موقف المبرّر والمدافع عن الصحابة وعدالتهم بكلّ ما يملك من قوّة ، حتّى أنّ دفاعه وصل أنْ يدّعي أنّه ربّما كبر سنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جعله يهجر حقيقة.
اُنطر كيف يدافعون عن عدالة الصحابة وقدسيّتهم على حساب الافتراء والطعن في منزلة النبوّة والرسالة ، كلّ ذلك مقابل أنْ لا يمسّ أيّ صحابي بشيء يخرجه عن المروءة أو الآداب الإسلاميّة المحمّديّة ، ومن أراد أنْ يطلّع فسوف يجد المئات من المواقف ، والتي تطعن في منزلة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينما في نفس النصوص يرفعون من شأن الصحابيّ ، ولقد ذكرت لك العديد من الأحاديث في صحاح أهل السنّة ومسانيدهم في بحث عصمة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكن أذكّرك عزيزي القارئ بمثل واحد من مئات الأمثلة من صحيح البخاري : حدّثنا يحيى بن بكير قال : حدّثنا الليث قال : حدّثنا عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أنّ أزواج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كنّ يخرجن بالليل إذا تبرّزن إلى المناصع ، وهو صعيد أفيح ، فكان عمر يقول للنبي صلّى الله عليه وسلّم : احجب نساءك ، فلم يكن