جحر ضبّ تبعتوهم (١). فظهر لي أنّه لابدّ من المقارنة التاريخية بين المسلمين وبين الأمم الأخرى ، وبما أنّ الأمّة سوف تتّبعهم فلابدّ وأنْ يكون هناك تشابه كبير جدّاً في الأفعال والسلوكيّات فقررت الدخول في هذا المجال ولو بشكل بسيط على أنْ أقدّم للقارئ العزيز مقارنات بين المسلمين وبين الأمم الأخرى ، وفي نفس الوقت أحافظ على توجيه القارئ العزيز خوفاً من الصدمة ، إلى سفينة أهل البيت عليهمالسلام ، وإلى الفرقة الناجية أتباعهم وشيعتهم ، مع ذكر كلّ ما يمكن أن يكون محلّ تساؤل عند أيّ إنسان مستبصر يريد سلوك سبيل المستبصرين.
وإنّني أدعو القارئ العزيز أنْ يقرأ جميع المواضيع المحتوي عليها هذا الكتاب بدقّة وتأنّي ، وأنْ يوسّع صدره قليلاً ، وأنْ يتحلّى بالصبر والتروّي حتّى ينتهي من قراءته ، وأسأل الله الهداية للمسلمين ، وأن يرحمنا برحمته الواسعة ، وأنْ يسدّد خطانا نحو الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً.
وإنّني في هذا المقام أناشد المسلمين جميعاً أنْ يتّقوا الله ، وأنْ يتفكّروا في آخرتهم قبل أن يفوت الأوان ، فالعمر قصير ، وإنّنا غداً سوف نُسأل أمام الله ماذا قدّمنا لآخرتنا ، جعلنا الله وإيّاكم من الموفين بعهدهم اذا عاهدوا ، ومن المخلصين لله ولرسوله وأهل بيته ، الموالين لهم والمعادين لأعدائهم إنّه سميع مجيب.
__________________
(١) صحيح البخاري ٨ : ١٥١.