المعصومون في الأمّة (١).
إنّ الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة أمر بطاعة أولي الأمر بشكل جازم ، ومن أمر الله بطاعته بشكل جازم قاطع يجب أنْ يكون معصوماً عن الرجس والزلل والخطأ والسهو ; لأنّه لو لم يكن معصوماً عن كُلّ ذلك ، فكأنّ الله سبحانه قد أمر بطاعة خطأ ذلك الشخص ، وأمر بمتابعة زلاتّه ، على أنّه طاعة لله وفيه مرضاة الله ، وهذا محال على الله تعالى.
وبنظرة إلى ما ذكر سابقاً من آيات وأحاديث كآية التطهير ، والمباهلة ، وحديث الثقلين ، وكذلك حديث السفينة. فإنّ كلّ ذلك يدلّ على عصمة أهل البيت عليهمالسلام بشكل واضح لا لبس فيه.
وأيضاً فإنّ الحقّ سبحانه وتعالى قد أوجب مودّتهم وحبّهم ، وهذا لا يكون إلا لكونهم أهلاً للطاعة والمتابعة والاقتداء ، وهذا دليل واضح على العصمة أيضاً ، والمستوى العالي من التقوى والصلاح والهداية.
قال تعالى : (ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) (٢).
في الدرّ المنثور : أخرج أبو نعيم ، والديلمي ، من طريق مجاهد ، عن ابن عبّاس رضياللهعنهما قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم « لا أسألكم عليه أجر إلا المودّة في القربى أنْ تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي » (٣).
وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية : (قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إلاَّ
__________________
(١) تفسير الفخر الرازي ١٠ : ٤٤.
(٢) الشورى : ٢٣.
(٣) اُنظر : الدرّ المنثور ٦ : ٧.