فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَة مُّبَيِّنَة يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا * يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَد مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ...) (١).
وعلى ذلك ، فبالنظر إلى الآيات الشريفة ، فإنّه ليس لمقام الزوجيّة مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أىّ اعتبار إلا إذا كان مقترناً بالتقوى والاحسان والالتزام الكامل بأوامر الله ورسوله من قبلهنّ ، فمن خالفت منهنّ ذلك ، فإنّ العذاب مضاعف عليها ، وأمّا من أحسنت منهنّ واتّقت ، فإنّ الله قد أعدّ للمحسنات منهنّ أجراً عظيما.
أمّا أنّهن لسن كسائر النساء ، فنعم ، هذا صحيح ، ولكنّه مشروط في الآية بجملة « إنْ اتقيتن » ومن أهم شروط التقوى التي أمرن بها هي أنْ يقرن في بيوتهنّ ولا يخرجنّ إلا لحاجة قصوى ، ولذلك فإنّ حرمة مقام الزوجية لزوجات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ذات شقيّن اثنين.
الأوّل : علاقتهنّ بأنفسهنّ ، مع مراعاة هذا المقام ، فإذا التزمن بكلّ ما أمر الله ورسوله به ، واتّقين الله ، فأنّهن من المحسنات ، وأمّا إذا كان العكس ، أي مخالفة أوامر الله ورسوله ، فإنّ حقّ المقام يقتضي عند ذلك مضاعفة العذاب لهنّ.
وأمّا الشق الثاني : فهو كيفيّة نظر المسلمين لزوجات الرسول وفقاً لمقام الزوجيّة مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّه يجب على كلّ مسلم أنْ ينظر إليهنّ بحسب ما أمرت به النصوص الشرعيّة ، ومنها أنّه لا يجوز نكاحهنّ بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأيضاً اعتبرهنّ الله سبحانه وتعالى بمنزلة الأمّهات ، قال تعالى في سورة
__________________
(١) الأحزاب : ٢٨ ـ ٣٣.