يمكن للمسلم المنصف أنْ يتجاهلها.
اصبر عزيزي القارئ حتّى تصل إلى نهاية الموضوع ، ولا تستغرب ولا تستعجل إذا كنت تريد الوصول إلى الحقيقة وسبيل النجاة ، فسأذكر لك بعد قليل العديد من الآيات والأحاديث من كتب أهل السنّة ، تثبت لك كلّ ما أخبرتك به وأكثر.
لكنّ المهم أنْ تعرف أنى من كان هذا حاله ، فإنّه لا يمكن أنْ يكون من المستأمنين على أمر هذا الدين ونقله.
سورة التحريم من السور القرآنيّة التي نزلت ، تتعلّق بنوع من التعاملات التي لا تليق بأيّة زوجة أنْ تعامل زوجها بها ، فما بالك برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم الأنبياء والمرسلين الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
روى البخاري في صحيحه ، عن أبي جريج قال : زعم عطاء : أنّه سمع عبيد ابن عمير يقول : سمعت عائشة رضياللهعنها : أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة ، أنْ أيّتنا دخل عليها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلتقل : إنّ أجد فيك ريح مغافير ، أكلت مغافير؟ فدخل على إحداهما ، فقالت له ذلك ، فقال : « بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له » فنزلت : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) ، إلى (اِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ) (١) ، لعائشة وحفصة (٢).
وأخرج البخاري ومسلم وغيرهما .. ، عن ابن عبّاس يقول : أردت أنْ أسأل عمر ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فما أتممت كلامي حتّى قال : عائشة وحفصة (٣).
__________________
(١) التحريم : ١ ـ ٤.
(٢) صحيح البخاري ٦ : ١٦٦ ـ ١٦٧.
(٣) صحيح البخاري ٦ : ٧٠ ، صحيح مسلم ٤ : ١٩٢.