بحثاً هاماً ضرورياً لكلّ مسلم ، لا يجوز أنْ يغمض عينيه عنه عند المرور عليه.
وبالنظر إلى سيرة أزواج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تجد أنّ هناك نصوصاً قد مدحت السيّدة خديجة ، ووصفتها بأنّها سيّدة نساء أهل الجنّة.
وأخرج أحمد ، والترمذيّ وصحّحه ، وابن المنذر ، وابن حبّان ، والحاكم عن أنس : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : « حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، وآسية امرأة فرعون » (١).
ثُمّ إنّ بقيّة زوجاته لم يذكر عنهنّ شيء من المخالفات وعدم الالتزام بالآيات والأحكام ، إلاّ ما كان من عائشة وحفصة.
ولذلك تجد أنّ الآيات التي كانت ينزل فيها وعيد لنساء النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بشكل عامً ، كان المقصود به بشكل خاصّ حسب أسباب النزول الواردة عند أهل السنّة هما حفصة وعائشة.
وباستقراء النصوص بشكل دقيق ، تجد أنّ عائشة بالذات كانت أكثرهن تحذيراً من قبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكانت هي أكثرهنّ إيذاء لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وجرأة على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعلى وصيّه أمير المؤمنين ، وكانت كثيراً ما تستخدم حفصة لتنفيذ العديد من مآربها ، وكانت أيضاً شديدة الغيرة من نساء الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الأخريات حتّى من السيّدة خديجة رضياللهعنها ، وكانت كثيراً ما تتعامل مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وكأنّه ليس برسول. هذا كان أثناء وجود رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فما بالك بعد وفاته ، فإنّ موقفها وبغضها لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب حبيب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووصيّه وخليفته من بعده واضحة في كتب الحديث السنيّة ، وكذلك قيادتها لمعركة الجمل ضدّ أمير المؤمنين ، وخروجها على إمام زمانها ، ثابتة لا
__________________
(١) مسند أحمد ٣ : ١٣٥ ، سنن الترمذي ٥ : ٣٦٧ ، المستدرك ٣ : ١٥٧ ، صحيح ابن حبان ١٥ : ٤٦٤ ، واُنظر الدرّ المنثور ٢ : ٢٣.