من قدم المدينة من الناس ولم يفتن في دينه ، عليّ بن أبي طالب ، وذلك أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، أخرّه بمكّة ، وأمره أنْ ينام على فراشه ، وأجّله ثلاثاً ، وأمره أنْ يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه ، ففعل ، ثُمّ لحق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم (١).
وروى ابن الأثير في أسد الغابة : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، لمّا أراد الهجرة ، خلّف عليّ بن أبي طالب بمكّة لقضاء ديونه ، وردّ الودائع التي كانت عنده (٢).
وفي معركة بدر ، عندما كان من أوائل المتقدّمين لمبارزة رؤوس الكفر ، وكان أغلب القتلى من المشركين بسيفه.
ذكر السيوطي في اللآلي المصنوعة ، عن أبي جعفر ، محمّد بن عليّ : نادى مناد من السماء يوم بدر يقال له رضوان : لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ عليّ (٣). وذكر السخاوي في المقاصد الحسنة : لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ عليّ (٤).
وذكر إسماعيل بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية : قال الحسن بن عرفة : حدّثني عمّار بن محمّد ، عن سعيد بن محمّد الحنظلي ، عن أبي جعفر محمّد ابن عليّ قال : « نادى مناد في السماء يوم بدر يقال له رضوان : لا سيف إلاّ ذو الفقار ، ولا فتى إلاّ عليّ »
وفي معركة أحد عندما هرب الناس وبقي صامداً مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان أيضاً له الدور البارز في المعركة ، وكذلك عندما برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه في معركة الخندق ، عندما استطاع عمرو بن ودّ العامري اختراق الخندق ، وطلب
__________________
(١) أُسد الغابة ٤ : ١٩.
(٢) أُسد الغابة ٤ : ٢٥.
(٣) اللآلئ المصنوعة ١ : ٣٣٣.
(٤) المقاصد الحسنة ١ : ٧٢٤.