نقل القرطبيّ في تفسيره : أنّها نزلت في عليّ رضياللهعنه حين تركه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم على فراشه ، ليلة خرج إلى الغار (١).
وروى الغزالي في إحياء علوم الدين : بات عليّ على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل ، أنّي آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة وأحبّاها ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليهما ، أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين نبييّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض ، فاحفظاه من عدوّه ، فكان جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل عليهالسلام يقول : بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب ، والله تعالى يباهي بك الملائكة ، فأنزل الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) (٢).
وأخرجه أحمد مختصراً من حديث ابن عبّاس : وشرى عليّ نفسه ، لبس ثوب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ثُمّ نام مكانه ... (٣).
روى الفخر الرازي في التفسير الكبير في تفسير قول الله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) ، قال : نزلت في عليّ ابن أبي طالب عليهالسلام ، بات على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، ليلة خروجه إلى الغار (٤).
كما قام بالأداء عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد هجرة الرسول إلى المدينة.
جاء في أسد الغابة : قال ابن إسحاق : وتتابع الناس في الهجرة ، وكان آخر
__________________
(١) تفسير القرطبي ٣ : ٢١.
(٢) إحياء علوم الدين ٣ : ٢٥٨.
(٣) مسند أحمد ١ : ٣٣١.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٥ : ٢٢٣ ـ ٢٢٤.