الله صلّى الله عليه وسلّم قال : خرجنا مع عليّ إلى خيبر ، بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برايته ، فلمّا دنا من الحصن ، خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل منهم من يهود ، فطرح ترسه من يده ، فتناول عليّ باب الحصن ، فترّس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتّى فتح الله عليه ، ثُمّ ألقاه من يده ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم ، نجهد على أنْ نقلب ذلك الباب ، فما استطعنا أنْ نقلبه.
وروى الحافظ البيهقي ، والحاكم ، من طريق مطلب بن زياد ، عن ليث بن أبي سليم عن أبي جعفر الباقر ، عن جابر : أنّ عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتّى صعد المسلمون عليه فافتتحوها ، وأنّه جُرّب بعد ذلك ، فلم يحمله أربعون رجلاً (١).
لكلّ ذلك ، بدأ المنافقون من الصحابة بعد خروج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى تبوك ، يحاولون أنْ لا يبقى أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام في المدينة فبدأوا يعيّرونه ويعيبون عليه أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خلّفه في النساء والصبيان. في محاولة منهم لإخراجه من المدينة ، فهو الشجاع المقدام الذي لا يمكن أنْ يرضى بتلك التهمة من المنافقين من الصحابة.
فقام عليهالسلام ، وخرج في إثر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأخبره أنّ المنافقين من الصحابة يعيّرونه ; لأنّه بقي في النساء والصبيان ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ارجع إلى المدينة ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنّه لا نبي بعدي.
فقد روي في عشرات الروايات في كتب وصحاح أهل السنّة ، ذكرُ هذه الحادثة ، قال إسماعيل بن كثير الدمشقي في كتابه البداية والنهاية : قال ابن إسحاق : وخلّف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليّ بن أبى طالب على أهله ، وأمره بالإقامة فيهم ، فأرجف به المنافقون ، وقالوا : ما خلّفه إلا استثقالاً له ، وتخفّفاً منه ، فلمّا قالوا ذلك ، أخذ عليّ سلاحه ، ثُمّ خرج حتّى لحق برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو نازل بالجرف ، فأخبره بما قالوا. فقال : « كذبوا ، ولكنّي خلّفتك لما
__________________
(١) اُنظر البداية والنهاية ٤ : ٢١٦.