تركت ورائي ، فارجع ، فاخلفني في أهلي وأهلك ، أفلا ترضى يا عليّ أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنّه لا نبيّ بعدي ». فرجع عليّ ، ومضى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفره (١).
وعاد أمير المؤمنين إلى المدينة ، ولم ينجح المنافقين من الصحابة في مؤامرتهم ومخطّطهم لإخراج أمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب سلام الله عليه وابعاده عنها.
والآن ننتقل إلى قضيّة محاولة اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذكر بعض التفاصيل عنها من روايات وأحاديث صحيحة وردت في كتب وصحاح أهل السنّة ، فإليك الأحاديث التي تؤكّد محاولة اغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أثناء عودته من تبوك ، وإنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قد ذكر تلك المحاولة التي نجّاه الله منها ، بعد أنْ أطلعه جبريل عليهالسلام على تفاصيلها ، فكشفها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبيّنها وذكر أسماء الصحابة المنافقين الذين كانوا على رأس تلك المحاولة ، حيث أخبر بأسمائهم لعدد من الصحابة المخلصين ، منهم حذيفة ابن اليمان رضياللهعنه.
روى مسلم في صحيحه ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أسود بن عامر ، حدّثنا شعبة بن الحجّاج ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس قال : قلت لعمّار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتهم في أمر عليّ ، أرأياً رأيتموه أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة ، ولكن حذيفة أخبرني عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال : قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « في أصحابي اثنا عشر منافقاً ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة » ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم (٢).
__________________
(١) البداية والنهاية ٥ : ١١.
(٢) صحيح مسلم ٨ : ١٢٢.