رسول الله منهم ثلاثة ، قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله ، وما علمنا ما أراد القوم ، فقال عمّار : أشهد أني الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد (١).
وروى أحمد في مسنده أيضاً بسنده إلى أبي الطفيل قال : كان بين حذيفة وبين رجل من أهل العقبة ما يكون بين الناس ، فقال أنشدك الله ، كم كان أصحاب العقبة؟ فقال له القوم : أخبره إذ سألك ، قال : إنْ كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر ، وقال أبو نعيم : فقال الرجل : كنّا نخبر أنّهم أربعة عشر قال : فإنّ كنت منهم ، وقال أبو نعيم فيهم فقد كان القوم خمسة عشر ، وأشهد بالله أنّ اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد ، قال أبو أحمد : الأشهاد وعدّنا ثلاثة ، قالوا : ما سمعنا منادى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وما علمنا ما أراد القوم ، قال أبو أحمد في حديثه : وقد كان في حرة فمشى فقال للناس : إنّ الماء قليل ، فلا يسبقني إليه أحد ، فوجد قوماً قد سبقوه ، فلعنهم يومئذ (٢).
جاء في فيض القدير : ( في أصحابي ) الذين ينسبون إلى صحبتي ( اثنا عشر منافقاً ) هم الذين جاؤوا متلثّمين ، وقد قصدوا قتله ليلة العقبة ، مرجعه من تبوك ، حتّى أخذ مع عمّار وحذيفة طريق الثنيّة ، والقوم ببطن الوادي ، فحماه الله منهم ، وأعلمه بأسمائهم ، ( فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة ) زاد في رواية : ولا يجدون ريحها ( حتّى يلج الجمل في سم الخياط ) (٣).
جاء في البداية والنهاية ، عن عروة بن الزبير قال : لمّا قفل رسول الله من تبوك إلى المدينة ، همّ جماعة من المنافقين بالفتك به ، وأنْ يطرحوه من رأس عقبة في الطريق ، فأخبر بخبرهم ، فأمر الناس بالمسير من الوادي ، وصعد هو العقبة ،
__________________
(١) البداية والنهاية ٥ : ٢٦.
(٢) مسند أحمد ٥ : ٣٩٠ ـ ٣٩١.
(٣) فيض القدير ٤ : ٥٩٦.