الفعلة الشنيعة أنْ يسأل عن نفسه إلا في حالتين ، إمّا أنْ يكون ذا قوّة ، ويحاول من خلال سؤاله أنْ يُرهب حذيفة رضياللهعنه الذي كان يعلم أسماءهم ، وفي الحالة الثانية ينطبق عليه المثل العربي الذي يقول : كاد المريب أنْ يقول خذوني. فقد كان عمر بن الخطّاب يسأل حذيفة صاحب سرّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أذكرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مع المنافقين. فقد روى ابن القيّم في الجواب الكافي قال : عمر بن الخطّاب يقول لحذيفة أنشدك الله هل سمّاني لك رسول الله ، يعني في المنافقين (١).
المهم أنّ سنّة قتل الأنبياء عند اليهود والنصارى قد طبّقها المنافقون من الصحابة ، وحاولوا قتل نبيّهم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم خاتم النبيين وتمام عدّة المرسلين ، خير الخلائق أجمعين. هذا وقد كانت هناك محاولات عدّة لاغتيال الرسول ، غير تلك المحاولة التي ذكرناها ، فقد كان هناك محاولات في حنين ، وبعد فتح مكّة ، وتفاصيل تلك المحاولات كلّها مذكورة بالتفصيل في أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، ومن أراد المزيد فليرجع إلى المراجع المتعلّقة بمثل هذا الموضوع.
وخلاصة الأمر ، أنّ هذه المحاولة لاغتيال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قدمتها بين يديك من روايات وأحاديث أهل السنّة ، فكما قام اليهود والنصارى بقتل الأنبياء ، فها أنت ترى أنّ المسلمين قد اتّبعوهم واقتدوا بهم في هذه السنّة ، وهي سنّة قتل الأنبياء ، وفي هذا تصديق لأحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم التي حذّر فيها المسلمين من تقليد واتّباع سنن الأمم السابقة ، فمن أراد النجاة فعليه أنْ يكون في صفّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والأئمّة من أهل بيته عليهمالسلام ; لأنّهم وعلى مرّ التاريخ ، هم الذين دافعوا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وسنّته ووصيّته ، والتزموا بذلك ، نسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يجعلنا من أهل سفينة النجاة ، سفينة أهل البيت عليهمالسلام ، وأنْ يثبّتنا على صراطهم المستقيم ، وعلى ولايتهم ومحبّتهم ، وأنْ يرزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة ، إنّه سميع مجيب.
__________________
(١) الجواب الكافي ١ : ٢٦.