السيّدة الصديّقة ، معصومة في أفعالها وأقوالها وسلوكها ، ولا يجوز عليها الشكّ والزلل والخطأ ، وأنّ الله سبحانه وتعالى فضّلها ، وطهرّها واصطفاها على نساء العالمين ، كما اصطفى مريم بنت عمران ، قال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران :
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ) (١).
إذن فالسيّدة الزهرا ، مطهّرة من الرجس ، مصطفاة من الله ، لا يختلف أحد أنّها سيّدة نساء أهل الجنّة ، فهي معصومة ، ومفضّلة عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين.
حتّى أنّ هناك العديد من كبار العلماء عند أهل السنّة ، قد فضّلها على أبي بكر وعمر صراحة ، ففي كتاب فيض القدير للمناوي ، عند شرحه لحديث فاطمة بضعة منّي ، يقول « استدلّ به السهيلي : على أنّ من سبّها كفر ; لأنّه يغضبه [ أي النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ] ، أنّها أفضل من الشيخين » (٢).
وكذلك ذكر المنّاوي أنّ ابن حجر قال : « وفيه تحريم أذى من يتأذّى المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم بتأذّيه » (٣).
وقال السبكي : الذي نختاره ، وندين الله به ، أنّ فاطمة أفضل ، ثُمّ خديجة ثُمّ عائشة » (٤).
وذكر العلم العراقيّ : أنّ السيّدة فاطمة الزهراء وأخاها إبراهيم أفضل من الخلفاء الأربعة باتّفاق (٥).
وإذا لاحظت عزيزي القارئ ، أنّ هذه الأحاديث المذكورة مطلقة ، غير
__________________
(١) آل عمران : ٤٢.
(٢) فيض القدير ٤ : ٥٥٤.
(٣) المصدر السابق.
(٤) المصدر نفسه ٤ : ٥٥٥.
(٥) المصدر نفسه.