أتراه قال نعم .. ، ثُمّ قال أبو بكر رضياللهعنه : أجل ، إنّي لا آسى على شي من الدنيا إلاّ على ثلاث فعلتهنّ ، وددت أنّي تركتهنّ ، وثلاث تركتهنّ وددت أنّي فعلتهنّ ، وثلاث وددت أنّي سألت عنهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، فأمّا الثلاث اللاتي وددت أنّي تركتهنّ فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإنْ كانوا قد غلقوه على الحرب (١).
هل ماتت السيّدة الزهراء ولم تعرف إمام زمانها؟
من بداية البحث ، ذكرنا موقعيّة السيّدة الزهراء عليهاالسلام بحسب نصوص وأحاديث أهل السنّة وصحاحهم. ثُمّ بيّنت أنّ السيّدة الزهراء هي الميزان الفصل في هذا القضيّة ، يحدّد المرء المسلم على ذلك موقعه ، هل هو مع الحقّ أو مع الضلال. ثُمّ ذكرت النصوص الواردة في الاعتداء عليها وإيذائها ، وأنّ أبا بكر وعمر والمنافقين من الصحابة معهم قد آذوها وأغضبوها.
وباستقراء النصوص بشكل دقيق منصف ونزيه ، تجد أنّهم حاولوا قتلها ، وقتل زوجها أمير المؤمنين ، وأبناءها كذلك ، ولم يتورّعوا في ذلك ، بل اعترفوا وهدّدوا ، حتّى أنّ السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام توفيت بعد وفترة وجيزة من أثر الهجوم على بيتها ، وإسقاط جنينها ، وكسر ضلعها ، وضربها وإيذائها.
وأوصت عليهاالسلام أنْ تدفن ليلاً ، وأنْ لا يعلم أحد بمكان قبرها. ولا زال هذا الأمر حتّى هذه اللحظة ، لا يعرف مكان دفنها ، حتّى تبقى مظلوميّتها حيّة وموضع تساؤل لكلّ من أراد الوصول إلى الحقيقة. وبالتالي فإنّ كلّ ما حصل معها هو حجّة على المسلمين حتّى يوم الدين. ومن استوعب قضيّتها ومظلوميّتها بحقّ ، فإنّه حتما سوف يصل إلى الحقّ ، وتفتح له ليلة القدر ، ويدخل باب حطّة ، الذي من دخل منه فإنّه يغفر له. ومن لم يدخله فقد هلك واستحقّ سخط الربّ ، لا إله إلاّ هو.
والآن ننتقل إلى قضيّة أخرى مهمّة يقتضيها البحث ، وبدونها يُعتبر ناقصاً ،
__________________
(١) تاريخ الطبري ٢ : ٦١٩.