وأخرج الخطيب ، من طريق أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة رضياللهعنها قالت : أتى العبّاس بن عبد المطّلب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال : يا رسول الله ، إنّا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا ، من وقائع أوقعناها ، فقال : « أما والله إنّهم لن يبلغوا خيراً حتّى يحبّوكم ، لقرابتي ، ترجو سليم شفاعتي ، ولا يرجوها بنو عبد المطلب » (١).
وروى القندوزي الحنفي في ينابيع المودّة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إنّ الله قد فرض عليكم طاعتي ، ونهاكم عن معصيتي ، وفرض عليكم طاعة عليّ بعدي ، ونهاكم عن معصيته ، وهو وصيي ووارثي ، وهو منّي وأنا منه ، حبّه إيمان ، وبغضه كفر ، محبّه محبّي ومبغضه مبغضي ، وهو مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مسلم ومسلمة ، وأنا وهو أبوا هذه الأمّة » (٢).
فكما ترى عزيزي القارئ ، بالرغم من كلّ تلك الوصايا التي لم اُذكر لك إلا جزاءاً بسيطاً ممّا روته كتب أهل السنّة ، والتي تؤكّد على أنّ محبّ أهل البيت محبّ لله ولرسوله ، ومبغض أهل البيت منافق مبغض لله ولرسوله ، واُنظر في الروايات التالية ، كيف أنّ الصحابة لم يستجيبوا لنداء الله ، ونداء رسوله ، بل على العكس من ذلك. أظهروا حقداً وعداءً وحسداً لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وعترة النبيّ الطاهرة عليهم الصلاة والسلام.
وروى النسائي في صحيحه قال : حدّثنا قتيبة بن سعد ، أخبرنا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن يزيد الرشك ، عن مطّرف بن عبد الله ، عن عمران بن حصين قال : « بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جيشاً ، واستعمل عليهم عليّ بن أبي طالب ، فمضى في السرّية ، فأصاب جارية ، فأنكروا عليه ، وتعاقد أربعةٌ من
__________________
(١) اُنظر الدرّ المنثور ٦ : ٧.
(٢) ينابيع المودّة ١ : ٣٦٩ ـ ٣٧٠.