صلّى الله عليه وسلّم نبيّاً. فسكت (١).
روى البخاري في صحيحه ، حدّثنا يوسف بن موسى ، حدّثنا أبو أُسامة ، عن بريد بن أبي بريدة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى الأشعري قال : سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء كرهها ، فلمّا أكثروا عليه المسألة غضب وقال : سلوني ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ، من أبي؟ قال : « أبوك حذافة » ثُمّ قام آخر فقال : يا رسول الله ، من أبي؟ فقال : « أبوك سالم مولى شيبة » ، فلمّا رأى عمر ما بوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الغضب قال : إنا نتوب إلى الله عزّ وجلّ (٢).
والآن نكمل بعضاً من الروايات التي تظهر فيها الضغينة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
روى أحمد في مسنده عن عمرو بن ميمون ، قال : إنّي لجالس إلى ابن عبّاس ، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عبّاس ، إما أنْ تقوم معنا وإمّا تخلونا هؤلاء ، قال : فقال : ابن عبّاس : بل أقوم معكم. قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال فابتدأوا فتحدّثوا ، فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ، وقعوا في رجل قال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لأبعثنّ رجل لا يخزيه الله أبداً ، يحبّ الله ورسوله » قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : « أين عليّ »؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : « وما كان أحدكم ليطحن » قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر ، قال : فنفث في عينيه ، ثُمّ هزّ الراية ثلاثا فأعطاها إيّاه ، فجاء بصفيّة بنت حيي ، قال : ثُمّ بعث فلاناً بسورة التوبة ، فبعث عليّاً خلفه ، فأخذها منه قال : « لا يذهب بها إلا رجل منّي وأنا منه » ، قال : وقال لبني عمّه : « أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة » قال : وعليّ معه جالس ، فأبوا ، فقال عليّ : « أنا أواليك
__________________
(١) صحيح البخاري ١ : ٣٢.
(٢) صحيح البخاي ٨ : ١٤٢.