والحسين من ذريّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، تجده في كتاب الله ، وقد قرأته من أوّله إلى آخره ، فلم أجده. قال : ألست تقرأ سورة الأنعام : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ ) (١) ، ( وَيَحْيَى وَعِيسَى ) (٢) ، قال : أليس عيسى من ذريّة إبراهيم وليس له أب؟ قال : صدقت (٣).
قال السيوطي في الدرّ المنثور : أخرج ابن أبي حاتم ، عن فرقد السبخي قال : « أوحى الله إلى عيسى ابن مريم عليهالسلام في الإنجيل : « يا عيسى ، جد في أمري ولا تهزل ، واسمع قولي ، وأطع أمري. يا ابن البكر البتول ، إنّي خلقتك من غير فحل ، وجعلتك وأمّك آية للعالمين ، فإيّاي فاعبد ، وعليّ فتوكّل ، وخذ الكتاب بقوّة ». قال عيسى عليهالسلام : أي ربّ ، أىّ كتاب آخذ بقوّة؟ قال : « خذ كتاب الإنجيل بقوّة ، ففسّره لأهل السريانيّة ، وأخبرهم أنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الحيّ القيّوم ، البديع الدائم ، الذي لا زوال له ، فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الأميّ الذي يكون في آخر الزمان ، فصدّقوه واتّبعوه ، صاحب الجمل والمدرعة ، والهراوة والتاج ، الأنجل العين ، المقرون الحاجبين ، صاحب الكساء الذي إنّما نسله من المباركة ، يعني خديجة ، يا عيسى ، لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل بالذهب ، لا يسمع فيه أذى ولا نصب ، لها ابنة ، يعني فاطمة ، ولها ابنان ، فيستشهدان ، يعني الحسن والحسين ، طوبى لمن سمع كلامه وأدرك زمانه ، وشهد أيّامه. قال عيسى عليهالسلام : يا ربّ وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنّة ، أنا غرستها بيدي وأسكنتها ملائكتي ، أصلها من رضوان ، وماؤها من تسنيم » (٤).
قال السيوطي في الدرّ المنثور ، أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، وابن
__________________
(١) الأنعام : ٨٤.
(٢) الأنعام : ٨٥.
(٣) الدرّ المنثور ٣ : ٢٨.
(٤) المصدر نفسه ٤ : ٥٩ ـ ٦٠.