أبي وقّاص ، وعبد الله بن عمر ، وأبو أيّوب الأنصاري ، بالقسطنطينيّة ، وكان معاوية قد أذكى العيون على شيعة عليّ عليهالسلام ، يقتّلهم أينما أصابهم ، فقتل حجر بن عديّ ، وعمرو بن الحمق في جملة من قتل (١).
جاء في الاستيعاب لابن عبد البرّ : وقال قتادة ، وأبو بكر بن حفص : سُمّ الحسن بن عليّ سمّته امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكنديّ ، وقالت طائفة : كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها من ذلك ، وكان لها ضرائر ، والله أعلم (٢).
ذكر أبو زيد عمر بن شبّة ، وأبو بكر بن أبي خيثمة قالا : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا أبو هلال ، عن قتادة قال : دخل الحسين على الحسن فقال : « يا أخي ، إنّي سقيت السمّ ثلاث مراراً ، لم أسقَ مثل هذه المرّة ، إنّي لأضع كبدي » فقال الحسين : « من سقاك يا أخي » قال : « ما سؤالك عن هذا أتريد أنْ تقاتلهم أكلهم إلى الله » (٣).
وبسنده عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : كنّا عند الحسن بن عليّ ، فدخل المخرج ثمّ خرج فقال : « لقد سقيت السمّ مراراً ، وما سقيته مثل هذه المرّة ، لقد لفظت طائفة من كبدي ، فرأيتني أقلّبها بعود معي ». فقال له الحسين : « يا أخي ، من سقاك » قال : « وما تريد إليه ، أتريد أنْ تقتله » قال : « نعم » قال : « لئن كان الذي أظنّ ، فالله أشدّ نقمة ، ولئن كان غيره ، ما أحبّ أنْ تقتل بي بريئاً » (٤).
ورى الحاكم في مستدركه ، عن قتادة بن دعامة السدوسي قال : سمّت ابنة الأشعث بن قيس ، الحسن بن عليّ ، وكانت تحته ، ورُشيت على ذلك مالاً (٥).
__________________
(١) البدء والتاريخ ٢ : ٢٣٨.
(٢ ـ ٣) الاستيعاب ١ : ٣٨٩ ـ ٣٩٠.
(٤) المصدر نفسه ١ : ٣٩٠.
(٥) المستدرك ٣ : ١٧٦.