روى الحاكم في مستدركه ، عن عمير بن إسحاق ، إنّ الحسن بن علي قال : « لقد بلّت طائفة من كبدي ، ولقد سقيت السم مراراً ، فما سقيت مثل هذا ».
روى ابن أبي شيبة في مصنّفه ، حدّثنا أبو أسامة ، عن ابن عون ، عن عمير بن إسحاق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن عليّ نعوده ، فجعل يقول لذلك الرجل : « سلني قبل أنْ لا تسألني » قال : ما أريد أنْ أسألك شيئاً يعافيك الله. قال : فقام ، فدخل الكنيف ، ثمّ خرج إلينا ، ثمّ قال : « ما خرجت إليكم حتّى لفظت طائفة من كبدي ، أقلّبها بهذا العود ، ولقد سقيت السمّ مراراً ، ما شيء أشدّ من هذه المرّة ، قال : فغدونا عليه من الغد ، فإذا هو في السوق. قال : وجاء الحسين وجلس عند رأسه فقال : « يا أخي ، من صاحبك « قال : « تريد قتله « قال : « نعم « قال : « لئن كان الذي أظنّ ، لله أشدّ نقمة ، وإنْ كان بريئاً ، فما أحبّ أنْ يقتل بريء » (١).
وجاء في صفوة الصفوة ، وعن رقبة بن مصقلة قال : لمّا نزل بالحسن بن عليّ الموت قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار ، فأخرج. فقال : « اللهمّ إنّي أحتسب نفسي عندك ، فإنّي لم أصب بمثلها غير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم » (٢).
وبعد أنْ قتل الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، وأحضره الإمام الحسين وشيعة أهل البيت إلى زيارة قبر جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، خرجت عائشة تصرخ فيهم وتقول : لا تدفنوا في منزلي من لا أحبّ ، روى في سير أعلام النبلاء أنّ عائشة قالت : لا يكون لهم رابع أبداً ، وإنّه لبيتي ، أعطانيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حياته (٣).
روى الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن أبي عوانة ، عن حصين ، عن أبي
__________________
(١) المصنف ٨ : ٦٣١.
(٢) صفوة الصفوة ١ : ٧٦٢.
(٣) سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٧٦.