الله من أحبّ حسيناً ، حسين سبط من الأسباط » (١).
عاش الإمام الحسين حياة الإسلام الأولى ، وعاصر ما لحق من ظلم على أهل البيت من عصور الخلافة الأولى ، فقد رأى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وشهد أحداث وظلم عصور الخلفاء المؤلمة والمظلمة ، وعاش وشاهد مظلومية جدّه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ومظلوميّة فاطمة الزهراء ، وما حصل مع أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ، وكيف عاش مظلوماً إلى أنْ قتل شهيداً في محرابه ، وأيضاً عاش الإمام الحسين عليهالسلام مظلوميّة أخيه الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام ، حتّى قتل شهيداً مظلوماً بالسمّ من قبل معاوية بن أبي سفيان وأعوانه.
لقد عاش الإمام الحسين عليهالسلام ذلك كلّه ، وعاصره ، وشاهد انحدار الأمّة ، وابتعادها عن دين الله ، حتّى أصبح الدين لا وجود له في حياة المسلمين ، فنهض عليه الصلاة والسلام لإصلاح أمّة جدّه محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى وصل إلى كربلاء فقام الأمويون بقيادة يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد بن أبي وقّاص بمحاصرته ، هو وأهل بيته وأصحابه ، وقطعوا عنهم الماء ، وقتلوا أبناء الحسين وأهل بيته وأصحابه ، وبقي عليهالسلام وحيداً ، فانفردوا به وقتلوه ، وقطعوا رأسه الشريف وحملوه على الرماح ، حتّى يقدّم بين يدي يزيد ، وسَبوا نساءه ، ومعهم السيّدة زينب عليهاالسلام عقيلة بني هاشم.
لقد قتلوا ابن نبيّهم وإمامهم دون خوف أو تردّد مع إصرار منهم على ذلك ، ومهما تحدثت في هذا المقام ، فإنّني لن أفي الإمام الحسين جدّي وسيّدي ومولاي حقّه ، ولذلك فإنّني أترك للقارئ العزيز قراءة الأحدث التي جرت في كربلاء وأهوالها وشناعتها ، أترك ذلك لمراجعته من مصادره المتخصّصة في ذكر مقتل واغتيال الحسين عليهالسلام ، من كتب أهل البيت ومصادرهم ، ولكنّني في هذا
__________________
(١) المستدرك ٣ : ١٧٧.