المقام ، وحسب ما تقتضيه الغاية من هذا الكتاب ، فإنّني سأتعرّض لبعض ما ذكر عن الإمام الحسين عليهالسلام ، وحادثة الطف من كتب أهل السنّة.
فقد نوهّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم باسمه كثيراً ، وذكرت لك العديد من الروايات في بحث اغتيال الإمام الحسن عليهالسلام ، ولكنّني في هذا المقام ، أضيف الروايات المتعلّقة بالإمام الحسين عليهالسلام ، فقد بكى عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عندما أخبره جبريل عليهالسلام بأنّ أمّته ستقتله من بعده بأرض كربلاء ، في يوم كرب وبلاء على الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأصحابه ، وكذلك أخبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّ سلمة رضياللهعنها ، والمسلمين ، أنّ المسلمين سيقتلون الحسين ، وسيغدرون به ، وأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أمّ سلمة ، أنّها إذا رأت التراب الذي أعطاه الملك لرسول الله ، وأحضره إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخبّأه عندها ، إذا تحول إلى دم ، فإنّ ذلك يعني اغتيال واستشهاد الإمام الحسين عليهالسلام.
روى الذهبي في سير أعلام النبلاء عن أنس قال : استأذن ملك القطر على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « يا أمّ سلمة ، احفظي علينا الباب ، فجاء الحسين فاقتحم وجعل يتوثب على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ورسول الله يقبّله. فقال الملك : أتحبّه قال : نعم. قال : إنّ أمتّك ستقتله ، إنْ شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه. قال : نعم. فجاءه بسهلة أو تراب أحمر. قال ثابت : كنّا نقول إنّها كربلاء (١).
وفي مجمع الزوائد ، عن أنس بن مالك ، أنّ ملك القطر استأذن [ ربّه ] أنْ يأتي النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فأذن له ، فقال لأمّ سلمة : املكي علينا الباب ، لا يدخل علينا أحد. قال وجاء الحسين بن عليّ ليدخل ، فمنعته ، فوثب فدخل ، فجعل يقعد على ظهر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وعلى منكبه وعلى عاتقه ، قال : فقال الملك للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم : أتحبّه؟ قال : « نعم ». قال : إنّ أمّتك ستقتله ، وإنْ شئت
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٨٨.