أريتك المكان الذي يقتل به. فضرب بيده ، فجاء بطينة حمراء ، فأخذتها أمّ سلمة ، فصرّتها في خمارها. قال ثابت : بلغنا أنّها كربلاء. رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني (١).
أخرج الطبراني وعنه في مجمع الزوائد ـ واللفظ له ـ ، عن عائشة قالت : دخل الحسين بن عليّ رضياللهعنهما على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهو يوحى إليه ، فنزا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، وهو منكبٌّ وهو على ظهره ، قال جبريل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم : أتحبّه يا محمّد؟ قال : « يا جبريل ، ومالي لا أحبّ ابني »! قال : فإنّ أمّتك ستقتله من بعدك ، فمدّ جبريل عليهالسلام يده فأتاه بتربة بيضاء ، فقال : في هذه الأرض يقتل ابنك هذا ، واسمها الطف ، فلمّا ذهب جبريل من عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، والتزمه في يده يبكي ، فقال : « يا عائشة ، إنّ جبريل أخبرني أنّ ابني حسين مقتول في أرض الطفّ ، وأنّ أمّتي ستفتن بعدي ». ثمّ خرج إلى أصحابه ، فيهم عليّ وأبو بكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبو ذر رضياللهعنهم ، وهو يبكي. فقالوا : ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال : « أخبرني جبريل عليهالسلام ، أنّ ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف ، وجاءني بهذه التربة ، وأخبرني أنّ فيها مضجعه » (٢).
وفي مجمع الزوائد ، عن أبي الطفيل قال : استأذن ملك القطر أنْ يسلّم على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في بيت أمّ سلمة فقال : لا يدخل علينا أحد. فجاء الحسين بن عليّ رض الله عنهما ، فدخل ، فقالت أمّ سلمة : هو الحسين ، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « دعيه ». فجعل يعلو رقبة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، ويعبث به ، والملك ينظر ، فقال الملك : أتحبّه يا محمّد؟ قال : « أي والله ، إنّي لأحبّه ». قال :
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ : ١٨٧.
(٢) المعجم الكبير ٣ : ١٠٧ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٨٧ ـ ١٨٨.