وحي. قال تعالى في سورة النجم : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ) (١) ، وقال تعالى في سورة الحشر : ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) (٢). وإنّ السنّة مثل القرآن ، وأهمّيتها واضحة للمسلمين. فلم يبيّن القرآن أغلب الأحكام التفصيلية ، بل بيّنتها السنّة النبويّة ، كعدد ركعات الصلاة ، وكيفيّة أداء العبادات وتفاصيلها ، وغير ذلك من الأحكام ; ولذلك فإنّ السنّة لا تفصل عن القرآن ، والقرآن لا ينفصل عن السنّة. إلا أنّهم قالوا حسبنا كتاب الله ، ولم يريدوا السنّة النبويّة.
أمّا بالنسبة لموقف الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الذي أوتي علم الأوّلين والآخرين ، فقد كان على علم بذلك المخطّط الرهيب لاغتيال السنّة ; ولذلك قام بعدّة خطوات للمحافظة عليها ، وأيضاً لكشف المتآمرين في المستقبل عند كلّ من له عقل سليم ، وإحساس حي.
أمّا بالنسبة للنقطة الأولى ، وهي المحافظة على السنّة ، فقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه يدوّن بخطّ يده ، وإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يدوّن جميع تفاصيل سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في صحيفة ، تعرف بالصحيفة العلوية.
هذه الصحيفة العلوية المباركة ، تحتوي على جميع تفاصيل الأحكام الشرعيّة ، صغيرها وكبيرها ، وهي التي تناقلها الأئمّة الأطهار من أهل بيت النبوّة والرحمة من آبائهم إلى أبنائهم ، وعلّموها لأتباعهم وشيعتهم ; ولذلك لا يمكن أنْ يدخل إلى طريق أتباع أهل البيت سلام الله عليهم ، أيّ تبديل أو تغيير على ما كان عليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلم يختلف أيّ إمام عن إمام في الأحكام والعقائد ; لأنّها من
__________________
(١) النجم : ٣ ـ ٤.
(٢) الحشر : ٧.