عمرو بن العاص : هذا منبر نبيّكم ، وهذه ثيابه ، وهذا شعره لم يبلَ فيكم ، وقد بدّلتم وغيّرتم. فغضب عثمان حتّى لم يدرِ ما يقول (١).
قال البلاذري في الأنساب : ويقال إنّ المقداد بن عمرو ، وعمّار بن ياسر ، وطلحة ، والزبير ، في عدّة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كتبوا كتابا عدّدوا فيه أحداث عثمان ، وخوّفوه ربّه ، وأعلموه أنّهم مواثبوه إنْ لم يقلع ، فأخذ عمّار الكتاب ، وأتاه به ، فقرأ صدراً منه ، فقال له عثمان : أعليّ تقدم من بينهم؟ فقال عمّار : لأنّي أنصحهم لك. فقال : كذبت يا بن سميّة. فقال : أنا والله ابن سميّة ، وابن ياسر. فأمر غلماناً له فمدّوا بيديه ورجليه ، ثمّ ضربه عثمان برجليه وهي في الخفّين على مذاكيره ، فأصابه الفتق ، وكان ضعيفا كبيراً ، فغشي عليه (٢).
قال في الاستيعاب : وللحلف والولاء اللذين بين بني مخزوم ، وبين عمّار وأبيه ياسر ، كان اجتماع بني مخزوم إلى عثمان حين نال من عمّار غلمان عثمان ما نالوا من الضرب ، حتّى انفتق له فتق في بطنه ، ورغموا وكسروا ضلعاً من أضلاعه ، فاجتمعت بنو مخزوم وقالوا : والله لئن مات لاقتلنا به أحداً غير عثمان (٣).
وفي أنساب البلاذري : قدم ابن مسعود المدينة ، وعثمان يخطب على منبر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فلمّا رآه قال : ألا أنّه قدمت عليكم دويبة سوء ، من تمشِ على طعامه يقيء ويسلح ، فقال ابن مسعود : لست كذلك ، ولكنّي صاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم بدر ، ويوم بيعة الرضوان. ونادت عائشة : أي عثمان ، أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ ثمّ أمر عثمان به ، فأخرج من المسجد إخراجا عنيفا ، وضرب به عبد الله بن زمعة الأرض ، ويقال : بل احتمله يحموم ، غلام عثمان ، ورجلاه تختلفان على عنقه ، حتّى ضرب به الأرض ، فدقّ ضلعه ، فقال عليّ : « يا عثمان ،
__________________
(١) أنساب الأشراف للبلاذري ٦ : ٢٠٩.
(٢) أنساب الأشراف للبلاذري ٦ : ١٦٢ ـ ١٦٢.
(٣) الاستيعاب ٣ : ١١٣٦.