أتفعل هذا بصاحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بقول الوليد بن عقبة »؟ فقال : ما بقول الوليد فعلت هذا ، ولكن وجهت زبيد بن الصلت الكندي إلى الكوفة ، فقال له ابن مسعود : إنّ دم عثمان حلال ، فقال عليّ : « أحلت من زبيد على غير ثقة » (١).
وروى الواقدي : أنّ ابن مسعود لمّا استقدم المدينة دخلها ليلة جمعة ، فلمّا علم عثمان بدخوله قال : أيّها الناس ، إنّه قد طرقكم الليلة دويبة ، من تمشِ على طعامه يقيء ويسلح ، فقال ابن مسعود : لست كذلك ، ولكننّي صاحب رسول الله يوم بدر ، وصاحبه يوم أحد ، وصاحبه يوم بيعة الرضوان ، وصاحبه يوم الخندق ، وصاحبه يوم حنين. قال : وصاحت عائشة : يا عثمان ، أتقول هذا لصاحب رسول الله؟ فقال عثمان : اسكتي ، ثمّ قال لعبد الله بن زمعة : أخرجه إخراجا عنيفا ، فأخذه ابن زمعة ، فاحتمله حتّى جاء به باب المسجد ، فضرب به الأرض ، فكسر ضلعاً من أضلاعه ، فقال ابن مسعود : قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان (٢).
روى البلاذري أنّه لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه ، أتاه عثمان عائداً فقال : ما تشتكي؟ قال : ذنوبي. قال : فما تشتهي؟ قال : رحمة ربّي. قال : ألا أدعو لك طبيبا؟ قال : الطبيب أمرضني. قال : أفلا آمر لك بعطائك؟ قال : منعتنيه وأنا محتاج إليه ، وتعطينيه وأنا مستغن عنه؟ قال : يكون لولدك ، قال : رزقهم على الله. قال : استغفر لي يا أبا عبد الرحمن ، قال : أسأل الله أنْ يأخذ لي منك بحقّي ، وأوصى أنْ لا يصلّي عليه عثمان؟ فدُفن بالبقيع وعثمان لا يعلم. فلمّا علم غضب وقال : سبقتموني به؟ فقال له عمّار بن ياسر : إنّه أوصى أنْ لا تصلّي عليه (٣).
وفي شرح النهج : روى محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن كعب القرظي أنّ
__________________
(١) أنساب الأشراف ٦ : ١٤٦ ـ ١٤٧.
(٢) نفله ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ٣ك ٤٢ ـ ٤٣.
(٣) أنساب الأشراف ٦ : ١٤٨.