والوليد بن عقبة بن أبي معيط ; وذلك أنّهما تلاحيا فقال له الوليد : أنا أبسط منك لساناً ، وأحدّ سناناً ، وأردّ للكتيبة ـ وروي وأملأ في الكتيبة ـ جسداً. فقال له عليّ : اسكت! فإنّك فاسق ; فنزلت الآية (١).
فقد روى الواقدي أنّ عثمان قال : إنّ أبا بكر وعمر كانا يناولان من هذا المال ذوي أرحامهما ، وإنّي ناولتُ منه صلة رحمي (٢).
وروى أيضاً أنّه بعث إليه أبو موسى الأشعري ، بمال عظيم من البصرة فقسّمه عثمان بين ولده وأهله بالصحاف (٣).
وروى الواقدي أيضاً قال : قدّمت أبل من أبل الصدقة إلى عثمان ، فوهبها للحارث بن الحكم بن أبي العاص ، وولّى الحكم بن أبي العاص صدقات قضاعة ، فبلغت ثلاثمائة ألف ، فوهبها له. فأنكر الناس على عثمان إعطائه سعد بن العاص مائة ألف (٤).
عزيزي القارئ ، لقد ذكرت لك نبذاً قصيرة ومختصرة عن عدم علم أولئك بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لأبيّن لك حقيقة أمرهم وأحد أسباب حرقهم السنّة ، ولذلك كان المخرج لهم من ذلك الوضع الذي يبيّن حقيقة أولئك ، أنّه لابدّ من إبعاد السنّة من واقع الحياة ، وبدلاً من ذلك إدخال الاجتهاد بالرأي والقياس وغير ذلك من الأحكام التي كان منبعها النفس أو الهوى ، وسأذكر لك بعض التفصيلات لترى كيف أنّهم غيّروا سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برأيهم وهواهم ، في بحث الانقلاب والتغيير بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فراجعه في مكانه.
__________________
(١) تفسير القرطبي ١٤ : ١٠٥.
(٢) اُنظر نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٩٣.
(٣) اُنظر نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٩٤.
(٤) اُنظر نهج الحقّ وكشف الصدق : ٢٩٤.