ما أنزل الله : ( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا ) (١) ، فقال : اللّهم غفرانك ، كلّ الناس أفقه من عمر. ثمّ رجع فركب المنبر فقال : يا أيّها الناس ، إنّي كنت نهيتكم أنْ تزيدوا النساء في صدقاتهنّ على أربعمائة درهم ، فمن شاء أنْ يعطي من ماله ما أحبّ (٢).
عمر يبرّر جهله بالتهديد بالعصا :
قال السيوطي في الدرّ المنثور : وأخرج سعيد بن منصور ، وابن جرير ، وابن سعد ، وعبد بن حميد ، وابن مردويه ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والخطيب ، والحاكم وصحّحه ، عن أنس ، أنّ عمر قرأ على المنبر : ( فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا ) إلى قوله : ( وَأَبًّا ) (٣) قال : كلّ هذا قد عرفناه ، فما الأبّ؟ ثمّ رفع عصاً كانت في يده ، فقال : هذا لعمر الله هو التكلّف ، فما عليك أنْ لا تدري ما الأب ، اتّبعوا ما بيّن لكم هداه من الكتاب فاعملوا به ، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربّه (٤).
مواقف لعثمان :
فمن ذلك أنّه ولي أمور المسلمين من لا يصلح لذلك ، ولا يؤتمن عليه ، ومن ظهر منه الفسق والفساد ومن لا علم له مراعاة لحرمة القرابة ، وعدولاً عن مراعاة حرمة الدين والنظر للمسلمين ، حتّى ظهر ذلك منه وتكرّر ، فمّمن ولاه الوليد بن عقبة ، فتظاهر بشرب الخمر والفسوق وهو الذي نزل فيه قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) (٥) قال القرطبي قوله تعالى : ( أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ ) أي : ليس المؤمن كالفاسق ; فلهذا آتينا هؤلاء المؤمنين الثواب العظيم. قال ابن عبّاس وعطاء بن يسار : نزلت الآية في عليّ بن أبي طالب ،
__________________
(١) النساء : ٢٠.
(٢) الدرّ المنثور ٢ : ١٣٣.
(٣) عبس : ٢٧ ـ ٣١.
(٤) الدرّ المنثور ٦ : ٣١٧.
(٥) السجدة : ١٨.