بشرف وصدق وإخلاص.
وأمّا السبب الرابع لحرق السنّة النبويّة واغتيالها : فهو طمس وإخفاء ما كتبه أمير المؤمنين عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في الصحيفة العلويّة ، والتي كانت بإملاء رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وخطّ أمير المؤمنين عليّ ، وكانت تحتوي على كلّ الأحكام الشرعيّة ، وعلى كلّ ما يجهله الخلفاء من أمور الدين وأحكام الشريعة ، ولابدّ أيضاً أنّه كان من ضمن محتوياتها ما يخيف الخلفاء ويقضّ مضاجعهم.
وعلى ذلك ، فللأسباب التي ذكرتها ، وربّما كان هناك أسباب أخرى لا يعلمها إلا الله ، قاموا بحرق السنّة ، ومنع تدوينها ، ومنع التحدّث بها ، وبذلك ضاع الحكم في وقت مبكّر ، وانتهى الضياع بالمسلمين إلى تضييع الكثير من أحكام الصلاة.
روى الحاكم في المستدرك عن ابن عمر قال : كنت في الحطيم مع حذيفة ، فذكر حديثاً ثمّ قال : لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، وليكوننّ أئمّة مضلّون ، وليخرجنّ على إثر ذلك الدجّالون الثلاثة. قلت : يا أبا عبد الله ، قد سمعت هذا الذي تقول من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال : نعم سمعته (١).
وروى ابن حبّان في صحيحه ، عن أبي إمامة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لتنقضنّ عرى الإسلام عروة عروة ، فكلمّا انتقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها ، فأولهنّ نقضاً الحكم ، وآخرهنّ الصلاة (٢).
وصدق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقد انتزع الحكم من أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب سلام الله عليه ، وهوجم بيت السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وتولّى الحكم من ليس أهله ، وأحرقت سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتغيّرت الكثير من الأحكام ،
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٤ : ٥٢٨.
(٢) صحيح ابن حبّان ١٥ : ١١١.